بلدية البصرة تفتتح حديقة السنبلة بمساحة 1000 متر ضمن حملة "نحو بصرة أجمل"
   |   
وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


الأسماء الأجنبية تغزو أسواق كربلاء لمنافسة الدينية

 

كتب عباس سرحان :
تنتشر الأسواق غير التقليدية في الكثير من مناطق كربلاء، فالنشاط التجاري لا يقتصر على مركز المدينة كما كان سائداً لسنوات طويلة، بل أمتد إلى أطرافها في الحي العسكري والغدير والعامل والتحدي والحسين حيث تنتشرالعشرات من المحال التجارية والأسواق الحديثة المغلّفة بالألمنيوم الملون.

ما جاء في ركب هذا التوسع هو استخدام الإعلانات على واجهات المحال التجارية والأسواق وهي تحمل أسماء تلك المحال، وهذا السلوك في الدعاية التجارية لم يكن موجودا قبل سنوات إلا بشكل محدود.
في هذه الأيام بدت الأسواق الحديثة والمحال التجارية وكأنها بطاقات هوية إذ تعلو واجهاتها لوحات اعلانية فيها صورة للسوق واسمه ورقم هاتف صاحبه وتخصصه التجاري، وأحياناً صورة لصاحبه أو لأحد أجداده ممن له علاقة بنشاط السوق.
اللافت في الموضوع إن الكثير من المحال التجارية الصغيرة والكبيرة اتخذت لنفسها أسماء غريبة ليست عربية، فأحد المحال أطلق عليه صاحبه أسم "زيرو ون" ومحل آخر أسماه صاحبه" سالار" وآخر" كاله" ومن الطريف إن بعض المحال التجارية حاولت مجاراة صخب العناوين فاستخدمت كلمات عربية خاطئة مثل محل "زغرفة" وبالطبع صاحب المحل كان يقصد تسميته "زخرفة" لأنه متخصص بالخط العربي.
معظم الذين اختاروا أسماء غريبة لمحالهم التجارية لا يقصدون الأسماء بذاتها فهم لا يعرفون حقيقة ما تعنيه تلك الاسماء على ما يبدو، وعلى سبيل المثال أطلق أحمد تسمية "سي بيرد" بعدما وجد الأسم في أحد مواقع الانترنت، بينما اقترح بعض الأصدقاء أسماء أخرى مشابهة على صديقهم ليث حين علموا بنيّته افتتاح محل لبيع الملابس الجاهزة فبدت المسالة وكأنها تقليد غير مدروس.
ويعتقد ليث إن معظم الأسماء الغريبة والتي عادة ما تكون مأخوذة من لغات أخرى يختارها الشباب لمحالهم أو محال يعمل بها أصدقاؤهم في محاولة للفت الانتباه إلى هذه المحلات والإيحاء بأنها مختلفة عن محلات أخرى كثيرة في المدينة تتخذ معظمها أسماء دينية أو تقليدية.
وقال إن "طغيان الأسماء التقليدية والدينية على معظم المحلات في المدينة ربما يكون سبباً ضمنياً لاختيار الشباب أسماء مغايره لمحلاتهم، فهناك مثلاً افران الهدى ومخبز بركة الحجّة وفي المقابل هناك من أطلق تسمية "سي مرغ" على محله التجاري.
ومن المؤكد أن إطلاق الأسماء الدينية أو الكلمات ذات الإيحاءات العقائدية على المحال التجارية من الأمور الطبيعية في كربلاء وهو جزء من الثقافة الخاصة بالمدينة لكنه أيضاً تحوّل إلى تقليد رسمي بعد عام 2003 ، فالمجسرات التي شُيدت في السنوات الاخيرة حملت جميعها أسماء شخصيات إسلامية مهمة مثل مجسر فاطمة الزهراء والعباس وغير ذلك من أسماء الشخصيات الدينية الشهيرة.
كما تم إطلاق أسماء مشابهة على الشوارع وسط المدينة كشارع الوائلي والشيرازي فيما يتم اختيار اسماء أجنبية لبعض المحال لكسر التقليد الشائع منذ زمن بعيد.
محمد خضر يملك سوقا حديثاً في حي النقيب وسط كربلاء قال إن "الاسماء عند الكثيرين من الناس لها علاقة بالرزق والبركة وأن أحد أصدقائه يملك مخبزاً أسماه مخبز الإمام المهدي تبركاً بصاحب الاسم علّه يحصل على أرباح من وراء هذه البركة".
لكن السلطات المحلية لا تقصد حتما التبرك بالدرجة الأساس حين تطلق أسماء شخصيات دينية على بعض الجسور والشوارع إنما هدفها "المحافظة على الثقافة الدينية للمدينة كما يؤكد لموقع "نقاش" الالكتروني استاذ الاقتصاد سعيد مرتضى.
وأضاف "النظرة التقليدية للأسماء التجارية قد تتغير مع الوقت، فالشباب ممن يطلقون أسماء حديثة وغير دينية على محالهم التجارية لا يعتقدون أن الأسم يأتي بالرزق بل هم مقتنعين إن الأسماء التجارية لها أثر مباشر على الزبائن بما تتركه فيهم من دهشة".
ويبدو كلام استاذ الاقتصاد معقولاً، فعزيز مهدي مثلاً يملك محل لبيع الكماليات أسماه "بيوتفل" وهو يعتقد إن الأسم سيشد انتباه الشباب والشابات لبضاعته.
يقول عزيز "كثيرة هي الأسماء الدينية التي يتم إطلاقها على الأسواق والمحال التجارية، لكن هذه الأسواق لا تنجح دائماً، فمسألة الربح والتجارة أضحت اليوم مسألة فنية تعتمد على أساليب الترويج والدعاية والتأثير على أذواق 
الزبائن".