وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   
الشرطة النهرية في البصرة تواصل البحث عن "شاب انتحر برمي نفسه من أعلى الجسر الإيطالي منذ البارحة
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


تعرف على الاجواء الرمضانية والمسحراتي في العراق والبصرة

جبا - متابعات رمضانية:

هل علينا شهر الخير والطاعة والعطاء ، وهو شهر رمضان المبارك ، ويعتبر الشهر المميز الذي ينتظره المسلمون عامة ، واهل العراق خاصة ، وسكان البصرة على وجه الخصوص ، لما له من أهمية خاصة تميزه عن بقية أشهر السنة الأخرى.

ولشهر رمضان في العراق وفي محافظة البصرة ، فبالاضافة الى قيام ايامه ولياليه ، وتأدية جميع مناسكهه وطقوسه الروحانية والدينية التعبدية لطاعة الله سبحانه وتعالى ، فالتحضيرات والتعدية بطهي الاطعمة تعد نكهة خاصة يحرص عليها العراقيين والبصريين ، حيث تبدأ التحضيرات لهذا الشهر الكريم قبل بدايته فيقوم الناس بشراء المواد الغذائية التي يحتاجونها في تحضير وجبات الافطار والسحور وهي عادة تكون متنوعة تشمل المواد الغذائية الأساسية والحلويات والعصائر التي تجهز في أكثر الأحيان في البيت. والشيء المميز في العراق إن غالبية الناس يلتزمون بشعائر شهر رمضان من صيام وصلاة وادعية ، وقراءة للقرآن ، فنجد فيه الإلتزام الواضح بين الكل ، وكذلك غير الملتزمين دينيا ،  احتراما لقدسية هذا الشهر المبارك ، وحتى بين صغار السن ممن هم دون سن التكليف، إذ يحرص أولياؤهم عادة على أمرهم بالصيام وغيره من العبادات تدريبًا لهم على العبادات منذ الصغر.

أما المساجد والحسينيات ،  فنراها تمتلئ بالمصلين من مختلف الفئات العمرية ، ويؤشر ذلك بسبب زيادة الوعي الديني والابتهال والتقرب إلى الله ،  ليذهب عن العراق الارهاب والة الدمار البشرية (الانتحارية) الداعشية ، والانتحاريين العرب والاغراب الاجانب الذين تركوا تحرير القدس وبيت المقدس وفلسطين ، وجاءوا ليفجروا اجسادهم النتنة بين صفوف المسلمين في ارض العراق ، وفي تلك البقعة التي شرفها الله ، سبحانه وتعالى بنزول غالبية الأنبياء والمرسلين، وكثرة مراقد الائمة الاطهار فيها.

 

ولهذا الشهر في العراق عادات وتقاليد منذ القدم تتمثل بكثرة الزيارات بين الأقارب والجيران تتبادل فيها الدعوات على وجبة الافطار، والتي من شانها زيادة الالفة والمحبة بين العوائل العراقية، وأول خطوات الاستعداد له هو الذهاب الى الاسوق في الشورجه ، وهو واحدة من أقدم وأكبر أسواق بغداد، سوق الشورجة، الذي يمتد تاريخه للعصر العباسي ، ويحتل قلب بغداد التجاري، يربط بين شارع الرشيد - أول شوارع بغداد، وشارع الجمهورية، ومسترخي بمساحاته حتى شارع الكفاح. ففي هذا السوق، تجد العائلة العراقية التي توارثت التبضع منه في شهر رمضان وفي بقية المناسبات السعيدة  ومن مظاهر شهر رمضان في العراق مدفع الإفطار أو الطوب كما يسمونه العراقيون مدفَع رمضان أو (الطوب) بالتركيَّة، والأصل في حكايته أنَّه يعود الى العصر العثماني؛ حيث كان يُستخدَم هذا المدفعُ لتنبيه أهل بغداد بموعد الإفطار، وذلك بإطلاق إطلاقة صوتية في الهواء، وكان السبب في استخدام المدفع لإنعدام الإذاعات ووسائل الإعلام آنذاك، وبقي هذا المدفعُ إلى يومنا هذا تقليدًا تَحرِص وسائل الإعلام العراقية الرسميةُ وغيرها على التمسُّك به، إلا أنَّ مِدفَع اليوم هو رسمٌ ثلاثي الأبعاد مُصمَّم بـ (الكومبيوتر)، وينتظره الأطفال خاصَّةً بشغفٍ منقطع النظير قبل آذان المغرب مباشرةً ، وكذلك الحال في بقية المحافظات العراقية ومنها البصرة التي يهب فيها الناس الى تجهيز قوتهم وتحضيراتهم من اسواق البصرة ومنها سوق البصرة القديم في مركز المدينة ، وفي سوق العشار ، والذي يعم بأسواق اكبر وتلم كافة انواع التبضع التي يريدها شراءها المواطن لمائدته الافطارية الرمضانية ، ناهيك عن بقية الاسواق الاخرى في الاقضية والنواحي في البصرة ، ومنها سوق ابي الخصيب ، وشط العرب وسوق الزبير ، وبقية الاسواق الاخرى مع التوسع السكاني والكثافة والهجرة من بقية المحافظات والمهجرين الذين توافدوا الى المحافظة في الفترة الاخيرة". 

ومن عادات أهل العراق في رمضان كثرةُ التزاور فيما بينهم في رمضان وإقامة الولائم العائلية، وكذلك يتميَّز العراقيون بإخراج الطعام قبل الإفطار إلى الجيران فيحصل تبادُلٌ رائع بأطباق الطعام المختلفة، حتى يجد صاحب الدار الواحد أن ليس في سفرة طعامه مما صنَعه هو إلا القليل، أما الباقي فهي أطباق منوَّعة جاءت من هنا وهناك.

   ومن عادات العراقيين أيضًا الإفطارُ على أسطح المنازل في نوع من تغيير الجو الداخلي للمنزل، ولكن هذه العادة اندثرت شيئا فشيئا. 

أمّا المساجد والحسينيات، فتعيش أجواء مميَّزة في رمضان بطبيعة الحال؛ فتمتلئ بالمصلين ، وكما أنَّ هناك حسينيات ومساجد تَنشَط فيها اقامة المُسابقات القرآنية، والفكريَّة ، وتوزَّع خلالها جوائزُ ومصاحف وكتبٌ للفائزين في جوٍّ إيمانيٍّ وتنافُسي ماتع.

  وتُقام موائد إفطار الصائمين في المساجد والحسينيات ، وأشهى زينة موائد الإفطار عند العراقيين هو التمر العراقي، والمعروف بـ (تمر البصرة) أو (البرحي ) او (الحلاوي) او (الخستاوي) واللبن، كما تشتهر موائد العراقيِّين في رمضان بشراب (النومي بصرة)، وهو شرابٌ مميَّز يحتسيه العراقيون عند السحور والإفطار، ويقولون عنه: إنَّه دواء للصداع. 

http://www.img.mmum.net/uploads/137477234071.jpg

  وفي وقت الإفطار تلتف الأسرة عند سماع أذان المغرب حول مائدتها التي تتربع عليها (الهريسة العراقية..المغطاة بالقرفه والهيل)  و( الحنينية البغدادية .. المعمولة بالتمر والسمن أو الزيت) بعد الإفطار على التمر واللبن  ، إضافة إلى (الدولمة..وهي احد أنواع المحاشي) و(الكبة الحلبية) ومن أشهر حلويات بغداد ..(البقلاوة والزلابية) الهريسة العراقية :   البقلاوة :  الزلابية :  مأكولات أخرى أساسية".

  أما الأطفال فينتشرون بعدها في الشوارع ليلعبون(المحيبس) ويتغنون بنشيدهم المعتاد  (ما جينا ...ما جينا....حل الكيس وانطينا انطينا لو ننطيكم لبيت مكه نوديكم.....) لعبـة المحيبـس مع حلول شهر رمضان المبارك من كل عام تنتشر لعبة المحيبس التراثية في الشارع العراقي الشعبي بشكل لافت للنظر وتستهوي هذه اللعبة آلاف العراقيين من لاعبين ومشجعين، و تمارس في الأحياء والمقاهي الشعبية منذ مئات السنين .

وقد اشتهرت في أقدم المحلات البغدادية القديمة كالكاظمية والاعظمية والجعيفر والرحمانية فتقام مباريات بين أبناء المنطقة الواحدة ، وبين المناطق المتجاورة مثل المباريات التي تقام كل عام بين منطقة الكاظمية ومنطقة الاعظمية .  

  تتكون اللعبة من فريقين كل فريق يتكون من عدد من الأشخاص قد يتجاوز العشرين و يجلس الفريقين بصورة متقابلة وبشكل صفوف و يقوم أحد أشخاص الفريق الأول بوضع خاتم (محبس) بيد أحد أشخاص فريقة و يتم أختيار أحد الأشخاص من الفريق الثاني ليعرف ( يحزر ) مكان الخاتم ، و يتم تسجيل النقاط لكلا الفريقين حسب عدد المرات التي تمكن خلالها من معرفة مكان الخاتم ، والفريق الذي يحقق الحد الأعلى من النقاط (21 نقطة) هو الفائز .

ومن طقوس هذه اللعبة أن يتناول الفريقان والجمهور بعد انتهائها بعض الحلويـات العراقيـة المعروفـة ( بالزلابية والبقلاوة ) التي يتحمل ثمنها الفريق الخاسر .

وتهدف لعبة المحيبس تقوية أواصر المحبة والصداقة بين أبناء الحي الواحد ، والتعارف وتوطيد المحبة والألفة بين أبناء المناطق المختلفة .

أما في الثلث الأخير من شهر رمضان يبدأ الناس بالاستعداد لإستقبال عيد الفطر المبارك من خلال تزيين البيوت لإستقبال المهنئين من الجيران ، الأقارب ، والأصدقاء ، وتقوم ربات البيوت بصنع الحلويات والمعجنات خاصة ( الكليجة ) لتقديمها مع العصائر للضيوف الذين يأتون في العيد .

كما يتم تجهيز ألعاب الأطفال (المراجيح ، الزحليكات ، دولاب الهواء ) في الساحات والمناطق الشعبية .

وأما  (المسحرجي) والذي هدد الدواعش هذا الشهر  في الانبار والموصل وفي بقية المناطق التي يحتلها بقطع رأسه بحال قيامه بقرع الطبول ، وايقاظ الناس للسحور ، فهو شخصية فلكلورية ، لازالت تجوب ليالي رمضان رغم الحداثة والتطور التقني  من العادات والتقاليد والطقوس التي لازالت تشكل عبق يعطر أنفاس المؤمنين في شهر الطاعة والغفران ".

وشهر رمضان في محافظات العراق الشمالية والجنوبية والوسطى ،لكنها هذه الطقوس تختلف من بيئة لأخرى وحسب الموروث الشعبي والديني فيها ،ومن بين تلك الطقوس الرمضانية القريبة الى أجواء مائدة السحور تبرز شخصية المسحراتي أو مايطلق عليه لدى عامة الناس في العراق (أبو طبيلة)أو (المطبلجي)، وعلى الرغم من أن هناك من يجد في المسحراتي بطبلته التقليدية رمزا قديما عفا عليه الزمن ، وأصبح لا يتلاءم وتطور الزمن وانتشار وسائل التنبيه العديدة التي يمكن أن يستخدمها الصائمون لتوقظهم وقت السحور ، إلا أن الكثير من الناس من يتمسك بالمسحراتي لأنه يعبر عن أحد وجوه التراث القديم ويمثل مظهرا من مظاهر شهر رمضان يجب الحفاظ عليه من أجل الأجيال الجديدة كونه يطرق أبواب الليل والصائمين الخاشعين لوجه الله تعالى ".