بلدية البصرة تفتتح حديقة السنبلة بمساحة 1000 متر ضمن حملة "نحو بصرة أجمل"
   |   
وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


 

جبا - بغداد/ فراس الكرباسي:

شدد خطيب وامام جمعة بغداد السيد رسول الياسري في خطبة الجمعة، على توفير الأمن الاجتماعي في العراق، وان مسؤولية الحكومة في اقرار الأمن امر لابد منه، وداعياً الى التخطيط الصحيح للحصول على المعلومات المطلوبة اللازمة عن التهديدات الأمنية وعواملها، معتبراً ان الدعم المادي والمعنوي للقوات المسلحة سبب اساس في توفير الامن، داعياً الى تحويل التهديدات الأمنية إلى فرص أمنية من خلال الضربات الاستباقية وبالتالي تعاد هيبة الدولة، مشدداً على الحذر واليقظة ازاء المؤامرات التي تهدد أمن المجتمع.

وقال السيد رسول الياسري من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد ، ان " نتحدث في هذه الجمعة عن أمر هام قد أشغل الكبار وذهل لفقده الصغار ويعاني منه القادة والمصلحين ويعمل على أدامته كل مفسد ومستعمر ألا وهو الأمن وان أستخدم الأمن ومشتقاتها له معان مختلفة مثل الأمانة والإيمان ، والأمن من الأخطار التي تهدد الإنسان في الآخرة ، والأمن في مقابل المخاطر التي تهدد الاستقرار الاجتماعي للإنسان".

واضاف "يمثل الأمن الاجتماعي من منظار النصوص الإسلامية أحد أكبر النعم الإلهية وأهنأها حيث تعادل نعمة الصحة والسلامة وجميع الناس بحاجة إليه وبدونها يفقد الفرح مفهومه في الحياة ، ومع ذلك فإن أغلب الناس لا  يعرفون هذه النعمة وهي الأمن و العافية".

وتابع الياسري "لا نعمة أهنأ من الأمن ، وان كل سرور يحتاج إلى أمن وان رفاهية العيش في الأمن وأن انعدام الأمن هو أحد أشد النقم ، فالحياة مع فقد الأمن فاقدة للذة ، والمعيار في تقويم الوطن هو مدى تمتعه بالأمن وان شر الأوطان ما لم يأمن فيه القطان وشر البلاد بلد لا أمن فيه ولا خصب ، وان الخائف لا عيش له".

واشار الياسري "اما البلد المثالي في الأمن فتبلغ أهمية الأمن الاجتماعي في الإسلام حداً كبيراً بحيث أطلق على مكة المكرمة أسم البلد الأمين ووضعت المقررات الشديدة لاجتناب أي نوع من انواع النزاع والصراع والحرب وسفك الدماء في هذه الأرض المقدسة وقد كتبت هذه الضوابط في كتب الشريعة وهو ما يعبر عنه بالأمن التشريعي بحيث إن الإنسان ليس هو الوحيد الذي يجب ان يتمتع فيها بالأمن المطلق بل إن الحيوانات والطيور والنباتات يجب ان تتمتع أيضا بالأمن والأمان ولا يحق لأحد أن يتسبب بأي أذى لها".

واوضح الياسري "ممكن القول إن قيمة الأمن المطلق في مكة المكرمة في الحقيقة بمثابة عرض للمدينة الإسلامية النموذجية فعلى مسؤولي الحكومة في جميع بلاد المسلمين أن يوفروا الأمن اللازم في البلاد الإسلامية ، وإن كنا نعتقد إن هذه أمنية لا تتحقق إلا في عصر حكم الإمام المهدي المنتظر أذ سيعم الأمن المطلق العام".

وتابع " ان مسؤولية الحكومة في اقرار الأمن وان الملاحظة الأخرى الدالة على أهمية الأمن الاجتماعي في الإسلام هي ربط الأمن بفلسفة الرسالة والإمامة في الروايات الإسلامية فان فلسفة رسالة الاسلامية هي أن توصل الأرحام وتحقن الدماء وتؤمن السبل ويشير حفظ حدود البلاد الإسلامية وحراستها وإيجاد الأمن للمظلومين في بيان فلسفة ولاية أئمة أهل البيت عليهم السلام إلى مسؤولية الحكام المسلمين الكبيرة في اقرار الأمن الاجتماعي".

وبخصوص السياسات الأمنية، قال الياسري ان "من القضايا البالغة الأهمية في مجال الأمن الاجتماعي هي السياسات الأمنية من منظار الإسلام وهذه السياسات درست بشكل مفصل في أبواب مختلفة في التشريع الإسلامي مثل الجهاد والصلح والحرب والتجسس والتعذيب والعداوة".

ودعا الياسري الى "التخطيط الصحيح للحصول على المعلومات المطلوبة اللازمة عن التهديدات الأمنية وعواملها ، ولعل المعلومة الاستخبارية في كثير من الأحيان أهم ما يحتاجه العنصر الأمني وكذلك لابد من التمتع بالوسائل والامكانيات الرادعة للعدو كتهيئة السلاح وشد الأزر ورفع المعنويات وتكثيف التدريب على استخدام الأساليب الحديثة لأن مرتكبي الجرائم لا يفهمون إلا لغة الردع".

واعتبر الياسري ان "الدعم المادي والمعنوي للقوات المسلحة سبب اساس في توفير الامن للبلاد لانهم القوى الدفاعية وأن حياة الأمة في جميع مجالاتها ترتبط بهم فعليه يقام كيان الأمة ويبنى استقلالها ويشاد عزها وتصان كرامتها".

وبخصوص احداث بغداد الجديدة قال الياسري " لقد حاول تنظيم داعش الإرهابي من خلال هجماته الدموية في بغداد الجديدة وديالى والتي استهدفت الاطفال والنساء والمدنيين الأبرياء التغطية على هزائمه الكبيرة التي تلقاها على أيدي ابطال المؤسسة العسكرية في قاطع الأنبار وتشتيت جهود وخطط العمليات واعاقتها في استكمال تحرير باقي الاراضي وأبعاد خطره عن المدن العراقية".

وكشف الياسري بانه لابد من التخطيط لتحويل التهديدات الأمنية إلى فرص أمنية من خلال الضربات الاستباقية وبالتالي تعاد هيبة الدولة ومشدداً على الحذر واليقظة ازاء المؤامرات التي تهدد أمن المجتمع لان من نام لم ينم عنه، ولابد ان نكون للعدو المكاتم أشد حذراً من العدو المبارز وهنا لابد من ألفات النظر إلى خطورة الجيوب التي تستغل غفلة الجهات الأمنية فتقوم بأعمالها الإجرامية كما لاحظنا ذلك في ديالى وبغداد الجديدة وغيرها من المناطق والمشكلة في بعض الأحيان نسمع من يصف المناطق التي كان تتواجد فيها عناصر إرهابية بأنها ضعيفة وغير قادرة على تحقيق مخططاتها الشيطانية".

ودعا الياسري الى "الالتزام بالقيم الأخلاقية في الكشف عن المؤامرة المهددة للأمن ومواجهة مسببيها ولعل من جملة ما ينبغي فعله استصلاح الأعداء وهذا يشمل كل من لم يتورط بسفك الدماء وتخريب النظام العام وقد وجدت المسالمة ما لم يكن وهن في الإسلام أنجع من القتال وهذا ما دعت له المرجعية الدينية مرارا، وشدد الياسري على التعامل الحازم والجذري مع العوامل والآفات التي تهدد الأمن الاجتماعي".

وكشف الياسري ان "من أخطر آفات الأمن هو غياب وضعف المساءلة والمحاسبة للقيادات الأمنية المقصرة ، أو تلك التي يتكرر وقوع الخروقات الامنية في قواطع مسؤوليتها وهذا يبعث على الإهمال والتراخي في العمل الامني لان من أمن العقوبة أساء الأدب".

وحذر الياسري من "الفرقة والنزاعات وخصوصاً بين الساسة حيث يعطي فرصة للعناصر الإرهابية بتنفيذ أهدافها لأنها تجد الأرض خصبة لبث بذورها المشؤومة وقد نبه سماحة المرجع اليعقوبي دام ظله في أكثر من خطاب على هذا المرض القاتل".

وبين الياسري ان "من افات الامن هو الظلم والعسف والحيف والجور والظلم فإن العسف يعود بالجلاء والحيف يدعو إلى السيف".

وحذر الياسري من ان "الكفران بالنعمة والفقر من موجبات انهيار الامن، فهذه موعظة للحكام الذين يطلبون من الشعوب الطاعة للحاكم فنقول له إن من واجبه توفير العيش الكريم للشعب وتخليصهم من الفقر وهي دعوة للأغنياء أيضا أن يعطفوا على الفقراء فهو من الآفات الخطيرة التي تدعو الى الكفر بمفهومه الأعم وهنا معناه عدم الألتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى فان العيش الكريم مقدمة لتوفير الأمن فقال سبحانه أطعمهم ثم قال آمنهم".