بلدية البصرة تفتتح حديقة السنبلة بمساحة 1000 متر ضمن حملة "نحو بصرة أجمل"
   |   
وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


جبا - تقارير اخبارية:

شخصية بعثية غامضة وباطنية ،سجله الشخصي معروف بالعنف والدموية وبالإجرام ،وتلذذه بتعذيب المعتقلين والتفنن بقتل الآلاف من الشيوعيين والديمقراطيين والقاسميين بعد انقلاب 8 شباط 1963،وصلت قسوته وجرمه أن وضع احد اصلب المعتقلين الشيوعيين في تابوت وهو حي ،وقطع هذا التابوت إلى نصفين بمن فيه بمنشار ،بدم بارد وأمام جميع المعتقلين الآخرين ،اشتهر بوضع المعتقلين بأحواض التيزاب لإذابتهم ، ولا يبقي أثراً لهم ..

من هو ناظم كزار ؟ 
من مواليد العمارة العام 1940،نشأ في بيئة ريفية معدمة ،وانتقل وعائلته الى بغداد ،حيث تطوع أبوه في الجيش ،وعندما أصبح برتبة عريف نسب للعمل في معمل الخياطة العسكرية في منطقة الشيخ عمر القريبة من منطقة سكناه ،انضم ناظم الى حزب البعث ،عندما كان العام 1961 ،وكان طالباً في إعدادية الصناعة في بغداد ،اعتقل العام 1961 وترك الدراسة ..وبعد انقلاب 17 تموز 1968 عين ناظم أبوه مديراً لمعمل الجوادر والخيام في منطقة الوزيرية ..
نشاطه بعد انقلاب شباط 1963 :
ـ بعد انقلاب 8 شباط 1963 أطلق سراحه ،وعين عضواً في هيئة التحقيق في قصر النهاية ،ليصفي كل معتقل يشعر بأنه يشكل خطراً عليه أو على حزبه ،حسب قوله .. شكل في قصر النهاية محكمة مع محمد فاضل وجبار الكردي،تعقد جلساتها وتصدر أحكامها الفورية بالإعدام بعد منتصف الليل ،ولم تسلم منه حتى الكلاب السائبة التي كانت تتسلل إلى قصر النهاية ،وكان ينفذ حكم الإعدام خنقا بكلتا يديه على رقبة المحكوم حتى يلفظ أنفاسه .. 
كزار مديرا للأمن العام : 
بعد انقلاب تموز العام 1968 واستلام البعث السلطة كاملة عين ناظم كزار في اللجنة التحقيقية الثانية ،التي كان يرأسها سعدون شاكر ،والذي أصبح فيما بعد وزيرا للداخلية ،وعضوية حسن المطيري ،وكان مقرها في قصر النهاية ،لتأخذ دورها في التحقيق ،وتصفية المعتقلين السياسيين الجدد (من القوميين والإسلاميين ورجالات نظام الأخوين عارف وغيرهم) ..وقد لقب كزار بعدة ألقاب ،ففي العام 1963 لقب بعقرب البعث ،وبعد العام 1968 لقب بالشبح ،وهو معروف بابي حرب .. ومارس أساليب تعذيب ،لا يمكن وصفها :
ـ كان أول من جلب أحواض الأسيد (التيزاب) الى مبنى قصر النهاية لإذابة أجساد المعتقلين ، وهو أول من استورد آلات تقطيع الأطراف من (ألمانيا الشرقية) ..
ـ كان يستخدم أساليب لا تخطر على البال ,من بينها استخدام مطارق الحديد الثقيلة في تكسير وتهشيم عظام المعتقلين ،واستخدام الطبر الحاد في تقطيع مفاصلهم ..
ـ حبس المعتقلين عن التبول بعد شد أعضائهم بصورة محكمة ،وإجبارهم على شرب عدة زجاجات من ( البيرة) ..
ـ كان يقوم بجلب مرضى السل لغرض البصاق في أفواه المعتقلين ،لنقل المرض الى أجساد المعتقلين ..
ـ ومن يعترف عليه أن يقول :انه جاسوس لإسرائيل أو إيران أو أميركا أو متآمر أو مختلس لأموال الدولة أو عضو في حزب الدعوة أو أي حزب ضدهم أو انه يتاجر بالمخدرات أو يهرب أموال الدولة أو له نشاط رجعي (أي ديني) أو خالف القانون أو خان أو ما شابه ذلك ..وإن اعترف ،سينشر اعترافه مع صورته على شاشة التلفاز، ويحكم عليه بالإعدام أو لمدة طويلة ،ثم لا ينقطع عنه التعذيب الجسدي والنفسي حتى بعد الاعتراف ،وان لم يعترف يستمر تعذيبه بأقسى أنواع التعذيب فيموت تحت التعذيب أو يصبح معوقا أو عليلا بحيث يأخذ سبيله إلى الموت أو يحكم عليه بالسجن المؤبد أو لمدة طويلة ،وهناك في السجن يغتال إذا خشي منه كما اغتالوا المسؤول الأول للبعث فؤاد ألركابي وسبعة من أصدقائه في سجن بعقوبة من قبل السجين المنحرف حمودي واتهام ألركابي بالانحراف من اجل إسقاطه في عيون رفاقه!!..
ـ كان له دور واضح في تصفية الكوادر البعثية العسكرية (التي كان البكر وصدام يشعران بأنها تشكل خطرا على نظامهم مثل اللواء الركن عبد الكريم مصطفى نصرة وغيره .. وقد لقب كزار بعدة ألقاب .. 
كزار مديرا للأمن العام : 
هذه الروح المبدعة في الإجرام والمبتكرة لأشد الأساليب وحشية في التعذيب والقتل ،دفعت البكر وصدام الى منح كزار رتبة لواء ،وترقيته الى منصب حزبي رفيع ،وتعينه مديراً عاماً لمديرية الأمن العام ..
ومنذ أول يوم توليه هذا المنصب بدأ بتنفيذ هوايته القمعية البوليسية التي ذاع صيتها وقل نظيرها في الشرق الأوسط ،وتحت غطاء كثيف من السرية والكتمان ،كما لجأ الى إبعاد عدد كبير من ضباط مسؤولي أقسام الأمن العامة من بعثيين وغير بعثيين ،خصوصاً الذين يشك بعدم ولائهم له ،واستبدالهم بمن هو حميم له ولصيق به حتى الموت ..صفى كزار جسديا (2009) شخصاً منذ أن تولى منصبه مديرا للأمن العام 1969 الى تموز 1973 .. من مختلف القوى السياسية ، حتى من البعثيين ..
محاولة اغتيال البارازاني : 
ـ في 29 أيلول العام 1971 فشلت محاولة دبرها ناظم كزار لاغتيال مصطفى البارازاني ، حين توجه عشرة من رجال دين من بغداد لزيارة البارازاني غرضها التحدث إليه عن السلم بين المسلمين ..
ـ ضم الوفد :الشيخ عبد الجبار الاعظمي وشقيقه عبد الوهاب والشيخ عبد الحسين الدخيل والسيد نوري الحسني والشيخ احمد الهيتي والشيخ غاوي الدليمي والشيخ باقر حسن المظفر والشيخ إبراهيم الخزاعي وآخرين ..
ـ زود كزار أحد أعضاء الوفد بجهاز تسجيل ،بصورة سرية أخفاه تحت ثيابه ،وابلغه أن قيادة الثورة ترغب بتسجيل حديث البارازاني ،وأوصاهم بالجلوس أمامه ،وقيل له حينما يتحدث البارازاني تضغط على الزر بشكل لا يلفت الانتباه ،وبالفعل حينما أقبل البارازاني بصحبة حراسه بعد أن ترك مقعده المألوف ،واتخذ صاحب جهاز التسجيل أو في الحقيقة صاحب قنبلة مقعده مقابله لمصطفى البارازاني ،وبينهما طاولة ذات قوائم قصيرة وضعت فوقها أقداح الشاي ،فلم يكون بينهما والحال هذه أكثر من مترين ..
ـ افتتح الحديث الشيخ عبد الحسين الدخيل ثم تلاه الشيخ عبد الجبار الاعظمي بمقدمة بعد تقديمه هدية الوفد للبارزاني ،وهي نسخ من المصحف الشريف كانت واحدة منها مفخخة ولم ينطق حامل القنبلة بكلمة ..
ـ يقول البارازاني : ما أن فتحت فمي ونطقت بكلمة (نحن) حتى دوى صوت انفجار هائل وتصاعد الدخان وتطايرت شظايا النوافذ فمددتٌ يدي إلى حزام مسدسي ،ونطقتُ باسم الله ،ولم اشعر بغير صدمة هوائية وانطلقتً خارجاً ..
بداية النهاية :
كان كزار إضافة الى مديراً عاماً لدائرة الأمن العامة ،كان مستشارا امنياً للبكر (رئيس الجمهورية) ..وبدأ صدام يقلق لأن كزار يشكل خطورة ،فعمد صدام الى فك ارتباط البكر من ناظم وربط البكر بمنظومة أمنية تكريتية مغلقة ،أكثر أهمية ،وهي مديرية العلاقات العامة ، التي أصبحت (المخابرات فيما بعد) ،وألحق بها كل من : (برزان إبراهيم التكريتي،وعلي حسن المجيد ،والأخوين سبعاوي ووطبان ،وعين سعدون شاكر اليد الطولى له مديراً عاماً لها .. 
كما انشأ صدام مراكز تحقيق وسجون (سجن قصر النهاية ،وسجن مديرية التحقيقات العامة ،وسجون وزارة الداخلية) ومديريات أمنية أخرى،جميعها ليست تابعة أو لها علاقة بمديرية الأمن العامة ولا بكزار ..تلك الإجراءات وغيرها أفقدت كزار أهميته وجعلته حبيس دائرته ..
لم يبقى عمل لكزار سوى هويته القديمة في ملاحقة الشيوعيين داخل العراق ،وقضايا روتينية أخرى مثل (الرشوة ،وشتم الحزب في حالات السكر،وبعض نزاعات العشائر،وغيرها) التي لا تشكل خطراً على صدام ..أما على الصعيد الحزبي ،فقد همش صدام رفيقه ناظم كزار ،ولم يرشحه لأي منصب حزبي .. 
كزار يشكل كتلة حزبية للتوازن :
راح ناظم يتوجس خيفةً من عزله ،وتأكد له أن صدام يعد له النهاية ،خاصة وقد التقط كزار حالات انزعاج وامتعاض ،كان يبديها القيادي في البعث عبد الخالق السامرائي ،ومحمد فاضل أثناء اجتماعات حزبية للقيادة القطرية للبعث ..
وجد كزار في تلك الإيماءات ضالته فكاشف رفيقيه والانضمام لهما وكسب تأييدهما ،ولو بصورة مبدئية ،ثم بات الثلاثة ومن خلفهم من مؤيدين يشكلون حلقة سرية قوية ،أو تكتلا حزبياً مؤثراً ،وهم (عبد الخالق السامرائي أمين سر الحزب ومحمد فاضل مسؤول المكتب العسكري و ناظم كزار) ،ثلاثية لايستهان بها ،تستطيع عمل أمور مهمة بسبب مواقعهم الحيوية والحساسة.. 
صدام كان له بالمرصاد :
لم يكن صدام غافلاً عن تحركات هذا الثلاثي ،وأخذت أجهزة صدام من متابعة أو مراقبة كل خطوات وحركات هذا الثلاثي ،وراحت التقارير الحزبية السرية والوشايات والدسائس تصل مكتبه من قبل علي حسن المجيد وحسن العامري ومن دائرة العلاقات العامة ،وعلى خلفية تلك التقارير عمد صدام الى إجراءات سرية من شأنها إضعاف تأثير هذه الكتلة، فنقل جزءاً كبيراً من صلاحيات مسؤول المكتب العسكري الى صلاحيات مجلس قيادة الثورة ،وجرد محمد فاضل من أهم صلاحياتها ومسؤولياته في الحزب والدولة .. 
أما كزار فأخذ يرسل له الإيماءات ،حيث يقول القيادي ألبعثي عبد الله سلوم السامرائي : (في البداية بدأ صدام بتسريب أقواله إلى أسماع كزار ،ويصفه بشتى النعوت والكلمات البذيئة ..هادفاً من ذلك إثارة كزار ودفعه الى مغامرات طائشة ، وبضيف السامرائي حديثة قائلاً: (كنتُ آنذاك احد أعضاء قيادة منطقة الوسط للحزب ،عندما استلمنا تقريراً من صديق للحزب يقول فيه انه سمع من صهر ناظم كزار أن كزار قبل حركته صدر منه الكلام الآتي: (هذا ليس بحكم البعث انه حكم عشيرة ،وبالأخص حكم عائلة ،ويسموني أنا شيعي وشروكي ،والله لن اجعل تكريتياً يعيش حتى لو كان في آخر الدنيا ،وارض تكريت لن يعيش فيها حتى الحشرات مدى الحياة) ..واتخذ كزار من المثلين الشعبيين شعاراً له، وهما : (لا أرى الذئب ولا الذئب يراني) والثاني (سأتغذى بهم قبل أن يتعشوا بيً) ..في حين كان صدام على درجة كبيرة من الحذر والتأهب من تقوقع رفيقه كزار داخل أقبية مديرية الأمن العامة ..
مؤامرة كزار : 
تقول الرواية الحكومية اقتنص ناظم كزار الفرصة التاريخية وبنى عليها خطته ،والتي كانت تتكون من ثلاثة محاور: الأول: إن تكون مجاميع من رجال الأمن التابعين الى ناظم كزار والمنتشرين في فضاءات ،وعلى أسطح أبنية مطار بغداد على أهبة الاستعداد ،حيث عودة الرئيس البكر من زيارته لبلغاريا في 30 حزيران 1973،وحال نزول البكر من سلم الطائرة ومعانقته لصدام تقوم هذه المجاميع بإطلاق النار الكثيف من جميع الجهات عليهما والتأكد التام من قتلهما.. 
الثاني: أن يتم اعتقال سعدون غيدان وزير الداخلية وحماد شهاب وزير الدفاع باعتبارهما رهينتين يمكن التفاوض عليهما في حالة فشل العملية .. 
المحور الثالث : بعد تنفيذ المحورين ،ونجاحهما تتوجه مجموعة من زمرة كزار الى دار الإذاعة العراقية وإذاعة بيان مهم صادر من مجلس قيادة الثورة يكشف عن حصول مؤامرة على الحزب والثورة، قام بها وزيرا الدفاع والداخلية ،وقد تم القضاء عليهما ،وان الحزب ما زال يسيطر على دفة الحكم ،وان الحكومة قد أعدمتهما ،وقد اختارت قيادة الحزب عبد الخالق السامرائي لقيادة الحزب والدولة .. 
تمت دراسة الخطة جيدا من قبل الثلاثي (عبد الخالق السامرائي ومحمد فاضل وناظم كزار) ووضعت اللمسات الأخيرة لها ..وبقيً ناظم كزار يراقب تنفيذ الخطة من شاشة تلفاز ،موجودة في إحدى السيارات ،في حين حضر محمد فاضل مراسيم استقبال البكر .. 
لنستمع الى الرواية الرسمية فقد أدلى ناطق رسمي بتصريح جاء فيها : (إن كزار قام في الثلاثين من حزيران 1973 بدعوة الفريق حماد شهاب وزير الدفاع ،والفريق سعدون غيدان وزير الداخلية (باعتبار كزار مسؤولهما الحزبي) ،وذلك لزيارة احد المراكز ذات الصلة باختصاص الوزيرين ،والذي كان كزار يتولى مسؤولية الإشراف عليه ،كما قام باستدراج آخرين الى الموقع نفسه ،من بينهم منذر المطلك زوج ابنة الرئيس البكر وسكرتيره الخاص ،بعد وصول الوزيرين إلى مكان الدعوة اعتقلهما كزار ..وقبيل الساعة السادسة اجتمع كزار ومحمد فاضل عضو القيادة القطرية في مقر الهيئة التحقيقية الثانية ،وغادرا بعدها المكان الذي احتجز فيه شهاب وغيدان وبقية المدعوين ،وفي المطار كان كزار قد هيأ مجموعة مهمتها اغتيال البكر وصدام وجميع الوزراء والسفراء وذلك باستخدام الرشاشات والقنابل اليدوية) .. 
نعود لنستكمل ما جرى على الأرض : وصل صدام مع أعضاء القيادتين القومية والقطرية والوزراء وجميع الوزراء والسفراء والمدعوين الآخرين صالة الانتظار في المطار لاستقبال طائرة رئيس الجمهورية ،وفي لحظة قاتلة افتقد صدام الوزيرين (شهاب وغيدان) ،وسألً عنهما ،وعن سبب عدم حضورهما ،لم يجد الإجابة المقنعة ..
وفي سرعة خاطفة اتصل صدام بالبكر شخصياُ ،وطلب منه عدم النزول في مطار بغداد ..وانسحب صدام من المطار تحت حراسة شديدة مكثفة ً حضور المستقبلين ،وألغيت مراسيم الاستقبال بشكل لافت ،ما دعا زمرة كزار إلى القلق والخوف والتشتت ،بسبب عدم وجود القيادة الميدانية التي تضع البدائل للاحتمالات ،وانقطاع الاتصال مع الرأس المدبر ،الذي كان بعيداً عن تفاصيل الحدث ،وبقيً يشاهد التلفاز من سيارته المدرعة ..وحين شعر كزار بالإحباط والفشل قاد موكبه المكون من عدة آليات مسلحة تحتوي على قنابل ومتفجرات ومعاونين له مع الرهينتين من بغداد الى الكوت ثم الى زرباطية ،في محاولة للهرب إلى إيران ،لكن موكبه واجه عدة مصاعب وعقبات ،حين اصدر صدام أوامره إلى الجهاز الحزبي في الكوت وجميع المحافظات العراقية الأخرى والى قواطع الجيش الشعبي بملاحقة كزار وزمرته ،وإلقاء القبض عليهم ،وكان للطائرات المروحية دور كبير في إعاقة تقدم الموكب في منطقة زرباطية .. وقد حاول وزير الدفاع حماد شهاب التملص أو الهرب من وثاقه ،لكنه لم يفلح عندما أطلق عليه الرصاص من جهة مجهولة ،أما وزير الداخلية سعدون غيدان، الذي حاول الهرب بعد فك وثاقه فقد أصيب بإطلاقات في كتفه ،وظل هامدا على الأرض ،فاعتقد كزار انه لقي حتفه !! 
نهايته : 
لم يستطع كزار مقاومة سلاح المروحيات الكثيف ،وتم تطويق كزار وجماعته ،وقد جرح كزار قبل اعتقالهم ،ونقلت الطائرات كزار وجماعته إلى قصر النهاية ،حيث تجمع حوله عدد من قيادة البعث منهم : عزة الدوري ،وطه الجزراوي ،ونعيم حداد ،وغانم عبد الجليل ،ومحمد محجوب .. 
في البداية بصق طه الجزراوي في وجه كزار ،ورفسه على صدره ،وانهال أعضاء القيادة بضرب كزار بأقدامهم ،وهو ملقى على الأرض وينزف بشدة ،فتح كزار عينيه ،وقال لهم : (تعرفون من أنا ..وتعرفون جهودي في حماية الحزب والثورة ،وتعرفون صلتي الوثيقة بالرفيق صدام ،وأنا لم اخطأ ولم أخن) ..وقبلً أن يواصل كلامه هجم عليه سعدون شاكر وبرزان التكريتي يضربانه على وجهه ورأسه بإقدامهما ، ويحاولان إسكاته ،الى إن خيلَ للجميع إن كزار لفظ أنفاسه الأخيرة ،لكنه فجأة فتح عينيه ،وقال : عرفتُ كل شيء عن صدام ،إلا شيئاً واحداً..وهو الجهة التي تقف وراءه .. ولفظ أنفاسه الأخيرة .. 
وقبلً ذلك تولى صدام التحقيق مع كزار ،وابرز ما جاء في ذلك التحقيق سؤال وجهه إليه صدام : لماذا تآمرت ؟ وهل كانت عندك ملاحظات؟ ولماذا لم تقلها للحزب؟ أجاب كزار: (لقد لاحظتُ خلال زياراتي للقصر الجمهوري وجود أشخاص مدنيين يرتدون الغترة والعقال لا علاقة لهم بالحزب والثورة ،وكانوا مقربين منك ومن البكر ،وصعدتم حزبياً أفراداً ليسوا بعثيين أصلاَ الى مواقع في الحزب ،لكونهم من تكريت فقط) ،أنكر صدام ذلك ،لكن كزار قال له بقوة اجلب البكر أمامي ،وسيعترف بصحة أقوالي ..ثم سأله صدام : (ألم تعلم بأني عضو قيادة قومية ،فلمً طلبت عبد الخالق السامرائي وسيطاً بيننا) ،قال كزار : (طلبتُ عبد الخالق لأنه من الثقاة في الحزب) .. 
تعرض كزار الى تعذيب شديد على أيدي أفراد المخابرات العراقية ،فقاموا بكي جسده بالمكواة الكهربائية ،وتقطيع بطيء بالسكاكين ،ومن ثم اعدم ،وقيلً انه مات متأثراً من التعذيب ..وهكذا شرب كزار من نفس الكأس التي كان يسقي بها المعتقلين السياسيين ،فعذب بأسوأ واشد أنواع التعذيب ،وجيء به أمام صدام، فقال له صدام : ـ (انتشلتك من سوق النخاسة يا كلب يا شروكي) ،لكن كزار ردً عليه الصاع صاعين وقال له (من هو أبوك ؟ ومن أين جئت؟) وبصق في وجه صدام ،ولم يتحمل صدام كلامه ،وخشية أن يستمر في تقريعه قطع لسانه ،وتصاعد التعذيب حتى لفظ كزار أنفاسه الأخيرة!! وبشر القاتل بالقتل ولو إلى حين!!