

كتب/ رئيس تحرير جريدة البصرة: ناظم الجابري
يتحدث العيداني في هذه الحلقة عن التطورات السياسية والأحداث التي شهدتها البصرة في تلك الفترة، وكيف تم اختياره لشغل منصب المحافظ. فيقول:
"كان الجميع يتجه نحو شخص معين لتولي منصب المحافظ. ووسط هذه الأحداث، تلقيت اتصالًا هاتفيًا من أحد أعضاء مجلس محافظة البصرة الأسبق، حكيم المياحي، الذي كان ضمن كتلة المواطن. قال لي: ‘نحتاج إلى أن نلتقي، هناك أمر عاجل يجب مناقشته’. لم يكن الاتصال عاديًا، بل حمل نبرة جادة لم أعهدها منه من قبل، فأدركت أن الأمر مهم."
ويتابع:
"أخبرني المياحي بأنه طرح اسمي لتولي منصب محافظ البصرة، حيث لم يتمكنوا من التوصل إلى توافق بشأن من سيتولى المسؤولية. في ذلك الوقت، كنت قد عدت للتو من سفر إلى تركيا، وما زلت أذكر تلك الأيام عندما كان أطفالي صغارًا، إذ كنت قد اصطحبتهم معي وعدت بهم إلى البصرة."
ويشير العيداني إلى أنه لم يكن متحمسًا لهذا المنصب في البداية، لكنه التقى لاحقًا مع وليد كيطان، الذي كان يشغل منصب مسؤول الوفاق الوطني في البصرة، وقد عمل مع الدكتور إياد علاوي لفترة. وبعد فوز كيطان في الانتخابات، تم تشكيل مجلس محافظة البصرة، ولم يكن الأمر محسومًا لصالح تيار الحكمة في البداية.
ويضيف:
"علي شداد لم يكن ضمن تيار الحكمة أصلًا، بل جاء من قائمة انتخابية أخرى، ربما كانت تُعرف بالقائمة البديلة أو شيء من هذا القبيل، لكنه تمكن من الفوز بمفرده. في النهاية، تم تشكيل كتلة الحكمة داخل المجلس، والتقيت بالدكتور أحمد الفتلاوي، الذي كان يدير المشهد السياسي في تلك الفترة."
ويتابع:
"بدأت المفاوضات حول المناصب؛ إذ كان رئيس المجلس من حزب الدعوة، والنائب الأول للمحافظ من التيار الصدري، والنائب الثاني من كتلة الفضيلة، بينما كان نائب رئيس المجلس، وليد كيطان، من تيار الحكمة. لم أكن أسعى لهذا المنصب، فقلت لهم بصراحة: ‘أنتم تعرفونني، وبالمنطق العامي، أنا ابن أحمد الجلبي’. في تلك الفترة، كان الوضع السياسي في البصرة متوترًا للغاية، والجميع يحاول إلقاء المسؤولية على غيره.
"ستة أشهر من التظاهرات والاحتجاجات مرت، ولم يكن هناك شخص يرغب في تولي منصب المحافظ. حتى بعض الأصدقاء المقربين مني قالوا لي: ‘هل أنت مجنون؟ لماذا تريد أن تصبح محافظًا؟’ فقد كانت المحافظة غارقة في الديون بمبالغ طائلة، لكن العمل لم يكن ليتوقف، وكان لا بد من إعادة الثقة للمقاولين والمستثمرين."
(يتبع في الحلقة القادمة...)